أشارت أوساط سياسية إلى أن "خطة التبريد" التي لعب دوراً رئيسياً فيها"حزب الله" الذي أَرْبكته "حرب حليفيْه" في لحظة اقليمية حساسة وفي غمرة اندفاعة تهديداتٍ اسرائيلية مريبة، ورئيس الوزراء سعد الحريري الذي أصابتْه "نقزة" من تداعيات هذه المواجهة على مصير حكومته التي تستعدّ لثلاث مؤتمرات دعم دولية للبنان، ارتكزت على طيّ صفحة الشارع، وفصْل"الجانب الشخصي" من المشكلة بين بري وباسيل والذي يرتكز على تقديم الأخير اعتذاراً علنياً عن إساءته أم لا، وبين عمل المؤسسات الذي لن يتوقّف.
وفي رأي هذه الأوساط ان ما حصل في الساعات الماضية والذي سيُتوّج الثلاثاء بلقاء رئاسي ثلاثي في القصر الجمهوري يجمع عون وبري والحريري قبل اجتماع المجلس الأعلى للدفاع للبحث في التهديدات الاسرائيلية المتصاعدة للبنان ابتداءً من كلام وزير الدفاع افيغدور ليبرمان عن "البلوك 9" في المياه البحرية اللبنانية، أتاح عملية "تفكيك" عناصر أزمة متشابكة بين عون وبري شكّلت واقعياً "المسرح السياسي" لزلّة باسيل، بدءاً من مشكلة مرسوم منْح سنة أقدمية لضباط دورة 1994 في الجيش والتي لم يرفع رئيس البرلمان بعد "الراية البيضاء" فيها، وصولاً الى مجمل ملاحظات الأخير على كيفية إدارة السلطة منذ انتخاب رئيس الجمهورية الحالي وكلامه المتكرر عن محاولات للعودة الى ما قبل نظام الطائف، وليس انتهاءً بمجمل "الحساسيات" المتراكمة بين الجانبيْن والتي سبقت انتخاب "الجنرال" ورافقتْه وهي المرحلة التي اختصرها بري حينها بالقول إن"الجهاد الاكبر" يبدأ بعد انتخاب مؤسِّس"التيار الحر".
وتشير الأوساط نفسها الى ان إعادة الأزمة الى الانضباط تحت سقف"الاستقرار خط أحمر"، لا يعني ان "الندوب" المتراكمة زالتْ أو ان جوهر المشكلة عولج، لافتةً الى ان جانباً من الصراع بين فريق بري و"التيار الحر" بات بمثابة "محفّز انتخابي" وعنصر تجييش فاعلاً في الطريق الى استحقاق 6 مايو المقبل، ناهيك عن ان "الصوت العالي" من رئيس البرلمان حيال الطائف والإيحاءات برغبة عون في الحكم من خارجه تعبّر في جانب منها عن أبعاد ذات صلة بمرحلة ما بعد الانتخابات وبمجمل مقاربة المكّون الشيعي للتوازنات في السلطة سواء تحت سقف الطائف أو من خارجه.
(الراي الكويتية)