"السوشيل ميديا"... فتنةٌ نائمة لعن الله من أيقظها!!

"السوشيل ميديا"... فتنةٌ نائمة لعن الله من أيقظها!!
"السوشيل ميديا"... فتنةٌ نائمة لعن الله من أيقظها!!

على وقع المعارك الانتخابية في لبنان، تتصاعد وتيرة الهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث باتت تستخدم وسائل التواصل الحديثة لشنّ الحروب العبثية عبر ترويج الشائعات والمعلومات المغلوطة بهدف اثارة الرأي العام والتأثير على المناخ النفسي للمواطنين وجرّهم نحو المواجهة.

يعيش النشطاء على "السوشيل ميديا" حالة من الزهو الاعلامي الذي يتجلى في التنافس على ما يعتبرونه "خبطة" اعلامية مميزة تسعى لحشد "اللايكات" من دون أدنى رقابة تتصدى من خلال المساءلة والمحاسبة وفرض القانون على كل من يخرج عن ثوابت الاحترام والآداب الاخلاقية وينحدر بخطابه الى ادنى المستويات.

ولعلّ معارك التواصل الاجتماعي تُعتبر الاكثر شراسة وتطرفاً على الاطلاق، حيث يواكب مستخدموه المرحلة التحضيرية للاستحقاق النيابي، ويشعلون حرباً وقودها الطائفية والتحريض، والجميع "ناطر عالكوع" انطلاقا من شعوره بأنه القائد الأعظم لجيوشه الالكترونية -الأتباع- الذين يدعمون مواقفه التي ستلقى حتماً استحساناً لدى "الزعيم"!

قد يكون "تويتر" حلبة القتال الأساسية، فعبر هذا الموقع الذي تتناقل اخباره البرامج الاخبارية والاعلامية على شاشات التلفزة، تشتعل معارك "كسر عضم" في الصراع الانتخابي، حيث يصبّ النشطاء غضبهم على الخصم السياسي، وما بين الهجوم على فريق والتمجيد بآخر، يتنازع رواد هذا الموقع على لقب "البطل" وإن كان من ورق!

قد يبدو مشهد السجال السياسي في هذه المرحلة، لا سيما على مواقع التواصل، مثيرا للاشمئزاز حيث ان سيل الاتهامات التي يتراشقها مناصرو الأحزاب، ولغة التهديد والشتم قد بلغت ذروتها، والمستفيد الوحيد من هذا الانقسام المخيف هم السّاسة، الذين باتوا يؤمنون بأهمية هذه المواقع في التعبئة الشعبية وتمرير رسائلهم السياسية.

وكلما اقترب موعد الاستحقاق النيابي، كلما لاقت خطابات الزعماء رواجاً على "السوشيل ميديا" وازدادت "الجيوش الالكترونية" جهوزية للقتال، فهل يدرك اللبنانيون خطورة الانزلاق في هذا الفخ؟ إذ أن تجنيدهم للصدام في ما بينهم واستهداف شريحة سياسية معينة من شأنه أن يزيد الأمور احتداما، حيث يخشى مراقبون أن تمتدّ المواجهة الالكترونية لتصل الى الشارع، إذ أن حملات التشهير لم تتوقف عند انتقاد الأداء السياسي للخصم وحسب، بل أصبحت تطال حياته الشخصية وتمسّ بأعراض مؤيديه وتنتهك جميع الحرمات لتحقيق الغاية المنشودة، وهي إسقاط "الزعيم" في شارعه.

مما لا شك فيه أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا اساسيا في الشق السياسي، فهي المحرّك الرئيسي لقلب الموازين لدى الرأي العام، وتشكّل جبهة قتال علنية من شأنها أن تحدد بشكل او بآخر خريطة المسار الانتخابي، الا أن الصراع الالكتروني في لبنان مهما بلغت أهميته قد يتسبب في فوضى اجتماعية من شأنها أن تشكل تهديدا على الأمن والاستقرار الاجتماعي.

ومن يتابع هذه المواقع في الآونة الاخيرة، يستطيع أن يشاهد الصورة السلبية بوضوح. فالحروب المعنوية الشعواء في أوجها، والاشتباكات بين مناصري الاحزاب السياسية تكاد تعرّض العلاقات الفردية للإنهيار، لتنتهي بعدها الانتخابات، ويجتمع الزعماء على طاولة واحدة، متناسين وعودهم العرقوبية. فهل يتصدّى اللبنانيون لمحاولات التفرقة التي من شأنها أن تبثّ سموم الحقد والكراهية في ما بينهم وتؤجج خلافاتهم الشخصية؟ أم هل ستبقى وحدتهم والتفافهم حول راية الوطن وقياداته غاية صعبة المنال؟ "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"!!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بوريل: لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة لبنانية