ورد في صحيفة "الحياة": الثابت الوحيد في التحالفات الانتخابية النيابية في لبنان هو بين الثنائي الشيعي حركة "أمل" و"حزب الله" بعدما توصلا في الأيام الأخيرة إلى اتفاق غير قابل للنقض حول توزيع المقاعد الشيعية في الدوائر وعددها 27 مقعداً، إضافة إلى دعمهما تحالف إبراهيم سمير عازار وأسامة سعد في دائرة صيدا - جزين في جنوب لبنان، في وجه تحالف "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل"، فيما المفاوضات جارية بين الأخيرين وحزب "القوات اللبنانية"، وفي ضوء ما ستتوصل إليه هذه القوى الثلاث يمكن "القوات" أن يحدد موقفه في هذه الدائرة.
ومع أن الحوار الانتخابي المثلث الأطراف بين "المستقبل" و"التيار الوطني" و"القوات" لا يزال في بدايته، وباشر الأطراف البحث ثنائياً في التفاصيل الانتخابية بعد أن توصل "القوات" الى تنقية الأجواء مع الفريقين الآخرين، إثر تبادل الحملات الإعلامية والسياسية، مباشرة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن تصاعد الدخان الأبيض من قاعات الاجتماعات ينتظر رفع مستوى المفاوضات ليشارك فيها رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس "التيار الوطني" الوزير جبران باسيل ورئيس "القوات" سمير جعجع الذي التقى أمس في معراب وزير الثقافة غطاس خوري موفداً من الحريري في حضور وزير الإعلام ملحم رياشي.
وكان يفترض أن يعلن رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط أسماء مرشحي الحزب و "اللقاء الديموقراطي" للانتخابات النيابية في مؤتمر صحافي يعقده الأحد المقبل في بيت الدين الشوفية، لكنه ارتأى تأجيله لمزيد من المشاورات.
واعتبرت مصادر سياسية أن تريث جنبلاط كان في محله، وأنه لا يريد حرق المراحل لأن لديه الوقت الكافي للإعلان عن الخطوة، في إشارة إلى أن رئيس "التقدمي" ينتظر ما ستؤول إليه المفاوضات بين الثنائي المسيحي و"المستقبل" ليبني على الشيء مقتضاه.
ولفتت إلى أن التواصل بين "المستقبل" و"التقدمي" لم ينقطع أيضاً بين الأخير و"القوات"، وقالت إن عضوي "اللقاء الديموقراطي" النائبين أكرم شهيب ونعمة طعمة التقيا جعجع أول من أمس، وأن لا مشكلة بين "التقدمي" و"التيار الحر"، وأن التواصل يمكن أن يحصل في أي لحظة لأن هناك مصلحة مشتركة في توفير الحصانة للمصالحة المسيحية - الدرزية في الجبل.
وقالت المصادر إن ولادة اللوائح الانتخابية تتوقف على ما سيسفر عنه الحوار المثلث الأطراف لأن وضوح الصورة سيدفع إلى الإعلان عنها تباعاً، من دون أن يعني ذلك أن توصل هؤلاء إلى اتفاق سيكون على حساب "اللقاء الديموقراطي" حليف "المستقبل" وشريك "القوات" في إنجاز المصالحة في الجبل برعاية البطريرك الماروني السابق نصرالله صفير.
لكن المؤكد، وبصرف النظر عن توصل "المستقبل" و"التيار الوطني" و"القوات" إلى تفاهم انتخابي يأخذ بخصوصية الدوائر الانتخابية التي قد تفرض تعاوناً في مكان واختلافاً في آخر، أو تعذر أي اتفاق، مع أن الرهان على هذا الخيار ليس في محله، فإن الحوار الانتخابي بين "القوات" وحزب "الكتائب" توقف من دون سابق إنذار.
وعلمت "الحياة" أن رئيس "الكتائب" النائب سامي الجميل كان وراء تجميد الحوار مع "القوات" بسبب الخلاف حول "الأجندة السياسية" التي تتجاوز الانتخابات إلى وضع شروط، إذ طلب الجميل من "القوات" الاختيار بين الوقوف إلى جانب السلطة الحاكمة بكل مكوناتها السياسية أو الانحياز إلى طروحات "الكتائب" الشعبوية، فرئيس "الكتائب" يراهن على خوض المعركة الانتخابية في الدوائر التي سيكون له مرشحون فيها، اعتماداً على الحراك الشعبي، وبالتالي فهو مستمر في فتح النار ضد السلطة، وتحديداً "المستقبل" و"التيار الوطني".
وتقول مصادر القوات إن الجميل يطلب من الحزب أن يقف إلى جانبه على بياض، وهذا ما يرفضه الأخير لأسباب عدة، أبرزها:
- أن الدخول في حرب إعلامية ضد "التيار الحر" يعيد علاقة "القوات" به إلى ما كانت عليه أثناء الخلاف السياسي، وبالتالي سينعكس موقفه على المصالحة المسيحية، وهذا ما لا يريده.
- أن "القوات" شريك في الحكومة ولديه جرأة توجيه الانتقاد لأداء الحكومة حول عدد من الملفات لتصويب التعاطي معها، لكنه لن يضع قدماً في البور وأخرى في الفلاحة، وهو يحرص على علاقته بـ "المستقبل"، لأن المصالحة المسيحية مهمة لكن حمايتها تستدعي الحفاظ على التعايش".
- أن الجميل يخيّر "القوات" بين الأسود والأبيض ويرفض الرمادي ويطلب منه أن يتبع سياسة الازدواجية في المواقف، ويريد أن يخيره بين التحالف معه أو الآخرين ممن يستهدفهم في حملاته.
وبالعودة إلى الاتفاق الانتخابي بين "أمل" و"حزب الله"، علمت "الحياة" أن توزيع المقاعد الشيعية في دوائر الجنوب سيبقى على حاله ولن يطرأ عليها أي تعديل، بما فيها مقاعد حلفائهما المشتركين، إضافة إلى تفاهمهما على صيدا - جزين مقابل اقتسام المقعدين الشيعيين في بعبدا - المتن الجنوبي والآخرين في بيروت الثانية مناصفة بينهما. وتنسحب المناصفة على المقعدين الشيعيين في البقاع الأوسط (زحلة) وراشيا - البقاع الغربي.
واتفقا على أن يكون المقعد الشيعي في دائرة جبيل - كسروان من حصة "حزب الله" الذي سيختار المرشح، ولم يعرف ما إذا كان سيرشح غير النائب الحالي عباس هاشم (عضو تكتل التغيير والإصلاح) مع أن رئيسه يحاول تسويق مرشح شيعي آخر هو رجل الأعمال ربيع عواد.
وفي خصوص دائرة بعلبك- الهرمل، علمت "الحياة" أن حصة "أمل" ستبقى كما هي، محصورة بمقعد واحد، مقابل أربعة مقاعد شيعية لـ "حزب الله"، وربما يترك الخامس للمدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد بديلاً من النائب البعثي الحالي عاصم قانصو، مع أن الحزب، كما قالت مصادر شيعية، كان يفضل أن يترشح السيد عن دائرة زحلة، لكنه فضل دائرة بعلبك باعتبار أنه أقدر على تأمين الصوت التفضيلي له في دائرة الغالبية الساحقة من ناخبيها شيعة.
(الحياة)