عقد مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية، اليوم الأربعاء، الاجتماع الثاني عشر لمجموعة المانحين الكبار لسوريا، في فندق "راديسون"، في حضور ممثلين عن الامم المتحدة وجمعيات انسانية.
والقى مبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور احمد المرنجي كلمة ترحيبية شكر فيها دولة قطر على دعمها لهذا الاجتماع. وعرض للمؤتمرات السابقة، مشيرا الى "دعم المجتمع الدولي السخي لسوريا". وقال: "نجتمع اليوم كي نفهم الوضع على أرض الواقع"، موضحا انه من "أصل 6 مليارات دولار أقرت في اجتماع بروكسل، تم تقديم ما يقارب 5 ملايين ونصف المليون دولار"، مؤكدا "ان الحاجة للمساعدات الانسانية في العام 2018 تتخطى الارقام السابقة".
وأعلن عن لقاءات عقدها المسؤولون في هذا الاجتماع مع رؤساء البلديات في البقاع للوقوف على اوضاع المجتمع المحلي وعلاقته مع النازحين، لافتا الى المشاكل الاقتصادية والامنية والاجتماعية جراء النزوح على المجتمعات المضيفة، بما يفرض علينا الالتزام بالتعهدات التي التزمنا بها تجاهها، خصوصا في تركيا ولبنان والعراق ومصر.
واشار الى مشكلة اللغة التي يعاني منها النازحون في بعض البلدان المضيفة، اضافة الى المشاكل النفسية والاجتماعية.
وتطرق الى "معاناة المدنيين في مناطق الغوطة الشرقية وإدلب وتشريد السكان ووقوع قتلى وجرحى من المدنيين، وهو ما يتناقض مع التوقعات من اجتماع استانة الذي سيعقد قريبا". ودعا المشاركين في الاجتماع الذين يمثلون بلادهم الى المزيد من الدعم السياسي، معتبرا ان المبالغ المالية وخدمات الحماية لا يمكن لها ان تحل محل الحلول السياسية".
وختم متمنيا انتهاء اجتماع اليوم "بتوصيات ذات فاعلية".
ثم تحدث الامين العام المساعد للشراكات الانسانية مع الشرق الاوسط وآسيا رشيد خاليكوف، فأبدى "أسفه لاستمرار النزاع في سوريا"، مشددا على "دعم الدول المانحة للدول المضيفة". وشكر دولة قطر على عقد هذا الاجتماع في بيروت.
وتحدث عن الآثار الانسانية الناتجة عن النزوح ومخاطرها، مثل عمالة الاطفال والزواج المبكر والدخول في نشاطات محظورة، مؤكدا ضرورة مساعدة هؤلاء النازحين وبشكل فعال.
وأعلن ان الدول المانحة ستقوم بأنشطة جديدة داخل سوريا، مشيرا الى الحاجة لاكثر من 5 مليارات دولار لدعم النازحين داخل سورية. وشكر لبنان وتركيا ومصر لاستضافتهم النازحين، مشددا على "ضرورة تقديم المجتمع الدولي الدعم لهذه الدول".
كما تحدث نائب المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني، مشيرا الى "الازمة الانسانية غير المسبوقة نتيجة الاحداث في سوريا"، موضحا "ان لبنان هو في مقدمة المضيفين للاجئين السوريين وقد أرخت الازمة بظلالها على لبنان"، منوها "باستضافة لبنان لهؤلاء"، مشيرا الى الانجازات التي قدمت في مواجهة هذا التحدي لكنه كان ناقصا".
وأعلن "ان الخدمات في لبنان تراجعت وارتفعت نسبة الفقر لدى النازحين السوريين فوصلت الى 76%، وان 91% من هذه الاسر تعاني من غياب الامن الغذائي، مؤكدا "تفاقم احتياجات النازحين السوريين بعد ان تم اخراج 200 ألف نازح مسجلين من تلقي الدعم من الامم المتحدة".
ولفت الى "تزايد معاناة المجتمعات المضيفة ودعوتها لعودة النازحين الى سوريا، والشكوى من المنافسة في الوظائف والتوتر بين النازحين والمضيفين في لبنان، وتطبيق عدد من البلديات حظر تجوال النازحين السوريين". ودعا الى "ضرورة دعم الاستقرار في لبنان واطلاق مشاريع في هذا المجال".
وقال: "ان المساعدة النقدية في ظل أزمة مستدامة تبقى من مسؤولية الاسرة الدولية"، لافتا الى "نية دعم المنظمات غير الحكومية من منطلق الالتزام الجماعي للمنظمات الانسانية".
وأعرب عن "قلقه من تراجع مساعدات الاونروا المخصصة للفلسطينيين، ما سيزيد الفقر والهشاشة، وقد يؤدي الى عدم استقرار في لبنان".
وشدد على "ضرورة صون الاستقرار في لبنان لحاجة الجميع اليه، وتوفير المساعدة لهذه المجتمعات والبلديات التي تقدم الخدمات"، مكررا "مطالبته الاسرة الدولية بتقديم الدعم للبنان للحفاظ على استقراره الامني، لان الاستقرار في لبنان يؤدي الى الاستقرار في المنطقة".