تحت عنوان: "تيار المستقبل يستعرض بالرصاص الحي في طرابلس"، كتب عمر ابراهيم في "سفير الشمال": هل باتت المفرقعات النارية سمة ملازمة لأيِّ نشاط يقيمه تيار "المستقبل"؟ وهل جرى تعديل هذه الاستراتيجية بإضافة إطلاق الرصاص في الهواء للفت مزيد من الانتباه؟ والأهمُّ من ذلك هل وصلت حالة "المستقبل" الشعبية إلى هذا المستوى من التَّراجع حتَّى تضطر كوادره إلى اعتماد الرصاص والمفرقعات وقرع الطبول وقطع الطرقات وعرقلة السير من أجل التأكيد على أنَّها موجودة؟
يراقب الطرابلسيون عن كثب ما آلت إليه أوضاع "التيار الأزرق" والأساليب التي تستخدمها قيادته خلال زيارتها لمنطقة هنا أو هناك، حيث باتت المفرقعات الضخمة الوسيلة الوحيدة المعتمدة مع ما يرافقها من قطع طرقات بهدف خلق حالة استعراضية، وإيهام الناس بحجم الحضور، في سياسة لم تكن معتمدة سابقاً حيث كان قياديو "المستقبل" يعتمدون إخفاء أيِّ معلومة عن زيارتهم للمدينة بغية تجنب الضغط البشري الذي كان يتحرّك حتى لو كان خبر زيارة أي مسؤول "مستقبلي" مجرد شائعة.
وينظر أبناء المدينة بكثير من الاستغراب إلى هذه التصرُّفات التي يضعونها في إطار إقلاق الراحة، لا سيما بعض زيارات أمين عام التيار أحمد الحريري قبل شهر والتي تزامنت مع وجود الطلاب في المدارس حيث دوَّت المفرقعات النارية الضخمة وأحدثت حالة من الرعب والهلع لدى الطلاب وذويهم.
لكن جديد الحركة "الاستعراضية" التي يقوم بها "المستقبل" كانت بالأمس حيث فوجئ المواطنون بموكب لبضعة سيارات يحملون أعلام "التيار" على وقع أناشيد وطنية ويجولون في الشوارع ويطلقون المفرقعات والرصاص في الهواء، وهو ما أصاب المواطنين بحالة من الذعر، خصوصاً رواد المقاهي والمطاعم الذين كانوا يمضون عطلة نهاية الأسبوع.
وَمِمَّا أثار حفيظة الطرابلسيين أيضاً هو توجُّه هذا الموكب الذي كان يتحرك بمناسبة ذكرى 14 شباط، حيث وصل إلى باب التبانة ومنها سلك طريق جبل محسن، ما جعل الكثيرين يحبسون أنفاسهم خشية حصول أيَّة عمليات إحتكاك أو ما شابهها، الأمر الذي دفع الجيش اللبناني إلى تسيير دوريات مواكبة لحفظ الأمن والتدخل في حال لزم الأمر.
ربما جاء إطلاق الرصاص ليعطي مؤشِّراً حول المنحى الذي قد تسلكه التحضيرات للانتخابات النيابية، حيث يخشى الكثيرون من أن يواكب ذلك فوضى واضطرابات وإشكالات.
منسقية "المستقبل" التي سارعت إلى استنكار إطلاق الرصاص خلال المسيرة الزرقاء، ربّما تجد نفسها مضطرة إلى تقديم الكثير من التبريرات مستقبلاً في حال كانت البداية على هذا النحو السلبي في التعبير والتحضير لحشد المناصرين تمهيداً للانتخابات.
ربما تدارك النائب سمير الجسر الذي لا يمكن لشخص أن يشكك بانتمائه الى "المستقبل" فسارع إلى الطلب من مناصريه إزالة أي صورة له رفعت على الاملاك العامة والخاصة، فهل يكون النائب الجسر قدوة "للمستقبلين" أم أنَّ حساباتهم تختلف عن حسابات ابن طرابلس.
(عمر ابراهيم - سفير الشمال)