اعتبر خبير الشؤون العسكرية الإسرائيلية في صحيفة "يديعوت أحرنوت" رون بن يشاي، في تحليله الذي نشر اليوم، الأحد، أنّه "لا السوريين، وليس الإيرانيين، وبالتأكيد إسرائيل، لا أحد منهم معنيٌّ حقاً بالتصعيد وبالمواجهة العسكرية"، لافتاً إلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد "يخشى أن تدمّر إسرائيل منظومته من الدفاعات الجوية، وطهران تخشى أن تزعج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يريد الاستقرار".
ورأى أنّ محاولات إيران لتثبيت نفسها في سوريا ستتواصل، وبالتالي سيتعيَّن على إسرائيل أن تواصل تصدِّيها لهذه المحاولات.
وبحسب الخبير الإسرائيلي، فإنّ المواجهة الجوية على الساحة السورية انتهت بنتائج إيجابية من وجهة النظر الإسرائيلية، فصحيح أنَّه في صباح السبت فقدت إسرائيل مقاتلة، لكنَّ الطيارَيْن قفزا من الطائرة إلى الأراضي الاسرائيلية وهما على قيد الحياة، ولا يقلّ أهمية عن ذلك، أنّ سلاح الجو الإسرائيلي سيتمكن من استخلاص العبر التي ستساعده على مواصلة "الحرب بين الحروب" ومنع تمكين إيران من تعزيز موطئ قدمها في سوريا.
النتيجة الإيجابية الاستراتيجية، بحسب بن يشاي، هي أنَّ إسرائيل دعمت القرارات التي رسمت الخطوط الحمراء، التي وضعتها ليس فقط أمام إيران، وإنَّما أيضاً أمام روسيا والولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية والعالم بأسره. على الرغم من التحذير الروسي منذ عام، هاجمت إسرائيل للمرة الثانية نفس الموقع العسكري (آخر مرة في آذار 2017)، ليس بعيداً عن الموقع الذي يتواجد فيه عناصر من الجيش الروسي.
وذلك لأنّ الإيرانيين تواجدوا هناك، وأصبح الوجود الروسي في الواقع نوع من مظلة حماية لجلبهم أسلحة إلى سوريا، خصوصاً طائرات مسيَّرة بدون طيار وغيرها.
وخصصت هذه الأسلحة ظاهرياً، بحسب الخبير الإسرائيلي، لاستخدامها في المعركة ضد "داعش"، ولكن في الحقيقة فإنَّ المهمة هي لاستخدامها في المستقبل في الحرب ضد إسرائيل.
وإذ يخلص بن يشاي، إلى أنّه يتعيَّن على جميع الأطراف المعنية الآن الحفاظ على الهدوء، وهذا ربما ما سيحدث لاحقاً، فإنّه يدعو إلى عدم الوقوع في الخطأ، فالإيرانيون سيواصلون تعزيز تواجدهم في سوريا، وسوف يبحثون عن طرق أخرى، ومن المحتمل أن تواصل إسرائيل إحباط هذه المحاولات، حتَّى لو كان عليها أن تدفع الثمن.
ويرى أنّ المعركة الحالية التي يتم فيها تصميم الساحة السورية والساحة اللبنانية بعد الحرب في سوريا ستستمر بالكامل، كما انضم سلاح الجو الاسرائيلي لعملية استخلاص النتائج، مع اعتراف واضح بأنّ إسقاط مقاتلة "F16" لم يكن بسبب الإهمال أو التهاون، إنّما بدافع الضرورة، أو ربما كان خطأ تكتيكياً.
(i24)