كتب انطوان فرح في صحيفة "الجمهورية": هل هناك مبالغة فعلا في المراهنة على مؤتمر باريس-4 بتسميته الجديدة "سيدرز"، في شأن النتائج التي قد يخرج بها؟ واستطرادا، هل سينعقد هذا المؤتمر في توقيته السابق، قبيل الانتخابات النيابية؟ وهل من علاقة بين المساعدات الدولية، وبين نتائج الانتخابات؟
لا يختلف اثنان على دقة الاوضاع المالية والاقتصادية التي يمر بها البلد حاليا. وفي غياب المعطيات التي تسمح بالمراهنة على تحسين الاحوال من خلال تغيير المشهد العام، أي العودة الى مرحلة جذب الاستثمارات الخارجية، وتنشيط السياحة، وتزخيم التصدير الصناعي، ومع انحسار الدور الخدماتي والمالي الاقليمي، هناك جنوح نحو تضخيم الرهانات على ملفين: الاول آني وسريع، يرتبط بالمساعدات الدولية التي قد تُقدم للبنان عبر ثلاث مؤتمرات مبرمجة للانعقاد في خلال العام 2018. والثاني، طويل المدى، يتعلق بالآمال المعقودة على بدء التنقيب عن الغاز والنفط في المياه اللبنانية.
بصرف النظر عن المبالغات المفرطة في الرهان على الثروة النفطية، وهو رهان طويل المدى يحتاج عشر سنوات في أقل تقدير، يتم التركيز حاليا على مؤتمرات لدعم لبنان. وهنا ينبغي التفريق بين مؤتمر باريس-4، وبين المؤتمرين الآخرين المخصّصين لدعم القوى المسلحة الشرعية، ودعم الحكومة لتخفيف حدة التداعيات السلبية لملف النازحين السوريين.
في ملفي دعم القوى المسلحة والمساعدة على الصمود امام ضغوطات ومفاعيل النزوح، هناك قناعة مستندة الى حقائق، تشير الى ان لبنان سيحصل على حصة مقبولة في الاتجاهين. اذ أن موضوع دعم القوى المسلحة لمواجهة الارهاب، وتقوية شكيمة الدولة، يحظى برعاية دولية، تقودها الولايات المتحدة الاميركية المقتنعة بهذا المنحى. وبالتالي، يبدو الحصول على المساعدات شبه محسوم.
في ملف النازحين، هناك معطيات تسمح بالتفاؤل النسبي أيضا، على اعتبار المصالح المشتركة، خصوصا بالنسبة الى الطرف الاوروبي المتحمّس للمساعدة لتشجيع السلطات اللبنانية على الاحتفاظ بالنازحين، ومنع تسربهم الى القارة العجوز، بانتظار الحل الشامل للأزمة السورية.
لكن الاشكالية المعقدة تتعلق بمؤتمر الدعم المالي والاقتصادي. اذ لا توجد رعاية دولية حقيقية لهذا الملف، باستثناء حماسة فرنسية تحاول عبرها باريس لعب دور رأس الحربة في إقناع المجتمع الدولي بتقديم دفعة جديدة من المساعدات استكمالاً للمساعدات التي جرى تقديمها في مؤتمرات باريس واحد واثنين وثلاثة.
نواة التعقيدات في هذا الامر معروفة، وهي تتعلق بنقطتين اساييتين، أُضيفت اليهما أخيرا نقطة ثالثة.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.
(انطوان فرح - الجمهورية)