قد تستمتع بلحظات من المزاح مع رئيسك في العمل قرب آلة القهوة، أو قد تتبادلان نظرات ذات معنى، أو قد تبرز بينكما عدة نقاط مشتركة... في الأثناء، من المرجح أن يولد ذلك لديك انطباعاً بأنكما قد أصبحتما رسمياً أصدقاء. ولكن هل هذه المشاعر مرغوبة؟
لا يشتم كل الموظفين رؤساءهم في العمل، أو على الأقل ليس في كل الأوقات. ففي بعض الأحيان، قد يحدث تقارب بين الموظف ومديره في العمل بشكل طبيعي نوعاً ما.
فقد تتفاهم بسهولة مع مديرك، كما قد تكونان من العمر نفسه، أو تتشاركان المزاج ذاته، مما يجعلكما تتفقان... باختصار، قد يتولد بينكما نوع من المودة في إطار العمل. ولكن هل يمتزج العمل والتسلسل الهرمي مع معادلة الصداقة المثالية؟ وهل يمكننا الجمع بين الصداقة والحياة المهنية؟
بحسب صحيفة Le figaro الفرنسية، قد يزعج هذا الأمر البعض، ولكن، دعونا نواجه الحقيقة؛ أن تجمعك برئيسك في العمل علاقة ودية صادقة يعد أمراً مستحيلاً.
في هذا الصدد، أفادت مدربة كبار الشخصيات، هيلين فيشيالي، أن "هذا الأمر يعزى إلى التسلسل الهرمي الذي يعتبر قاعدة سيئة في إطار العمل". وأضافت فيشيالي، أن "المودة القوية بين الأفراد يجب أن تكون قائمة على قدم المساواة". ووفقاً للمختصة، تعد العلاقة بين الموظف ورئيسه مبنية على الهيمنة، وبالتالي، من غير المرجح أن تنجح.
في الحقيقة، عادة ما تؤثر الريبة والشكوك أو الدوافع الخفية على بداية ربط علاقة تفاهم حقيقية في السياق المهني. من جهتها، أوردت أخصائية العلاج النفسي، كاثرين إيمليت بيريسول، أنه "في حال اتفقنا مع شخص ما في العمل، فهذا لا يعني بالضرورة أننا أصدقاء. في الواقع، يشبه هذا الأمر وضع الآباء الذين يعتقدون بأنه تجمعهم علاقة صداقة بأطفالهم. من الضروري الاستيقاظ من هذا الوهم".
من ناحية أخرى، يتمتع المدير بموقف أكثر مرونة. وأوضحت هيلين فيشيالي أنه "بالنسبة لرب العمل، يستطيع أن يدخل في علاقة صداقة مع بقية الموظفين بسهولة، نظراً لأنه يمكنه أن يتجرد من صفته، على اعتباره المدير في المؤسسة لينزل إلى مستوى بقية الموظفين. لكن الموظف لا يمكنه أن يرتقي إلى مستوى رئيسه، مما يقلب كل الموازين".
وبيّنت هيلين فيشيالي، أن "مثل هذه العلاقة محفوفة بالمخاطر، ويمكن أن يترتب عنها عواقب سلبية، في حال ساءت الأمور. كما من الحكمة أن نتروى، فالبقاء متيقظين قد يجنبنا خيبة الأمل، مثل الغيرة داخل فريق العمل، أو أن نجعل من رئيسنا في العمل شخصاً مثالياً".
ولكن، ماذا عن التأثير الذي قد يسببه التقرب من رئيس العمل؟ في الواقع، قد تجرد هذه العلاقة الموظف الموضوعية.
مما لا شك فيه أنك لا تعيش حالة صداقة ودية مع مديرك، وفي الوقت نفسه، لا يعد هذا الانسجام بينكما من وحي خيالك. في هذا الصدد، بيَّنت كاثرين إيمليت بيريسول أن "الأمر يشبه تبادل وتشارك مهارات العمل أو التعاون. وبالتالي، يستفيد الجميع من المميزات التي يتمتع بها الآخر ومهاراته، مما يخلق نوعاً من الامتنان المتبادل". في الواقع، في حالة أخذت هذه الجوانب بعين الاعتبار، ستتجنب العديد من خيبات الأمل.
علاوة على ذلك، وفي ظل تطور هذه العلاقة في سياق العمل، من المستحسن ألا تكشف كل شيء عن حياتك الشخصية، فذلك لن يصبَّ في مصلحتك في نهاية المطاف. عموماً، تتطلب الصداقة الحقيقية الثقة والثقة الكاملة، وهو أمر حساس جداً، ومن غير المرجح أن تتمكن من كسب ثقة مديرك في العمل.
إليك 8 نصائح يمكنك كسب ود رئيسك في العمل إذا التزمتها:
1- كن الموظف الذي لا غنى عنه
2- اعرف أولوياته
3- اجعله على اطلاع دائماً
(هاف بوست عربي)