تتعاطى الصين مع فيروس كورونا على أنه عدو مشترك للبشرية جمعاء وأنها كانت ضحية له اسوة بالدول التي اصيبت بهذا الوباء، فهي بحسب مصادر وزارة الخارجية الصينية لـ "لبنان24" لجأت الى اتخاذ الكثير من الاجراءات الوقائية طيلة الفترة الماضية ولا سيما في ووهان لمنع انتشاره إلى الولايات الاخرى واحتوائه، هذا فضلاً عن أنها وضعت خبراتها في هذا المجال في خدمة الدول سواء الأوروبية أو العربية انطلاقا من أن مواجهة كوفيد 19 يتطلب التعاون، لا كيل الاتهامات المزيفة أو الدفع نحو تحميل الصين العواقب الناجمة عنه، لا سيما أنها تعاطت بمسؤولية كبيرة مع هذا الفيروس، في حين أن دولاً عدة تأخرت في تطبيق الاجراءات أو اللجوء الى التعبئة العامة، وبالتالي لا يمكن لواشنطن او سواها تحميل جمهورية الصين الشعبية تبعات ما حصل إذا احتكمت إلى الحقائق؛ وهنا تغمز المصادر من قناة أن الولايات المتحدة تسببت في العام 2008 بأزمة مالية عالمية على خلفية الاضطراب المالي الذي شهدته، ولم يحمل أحد الإدارة الأميركية العواقب، مضيفاً هل قدمت واشنطن تعويضات عن إنفلونزا H1N1 التي ظهرت في الولايات المتحدة العام 2009 لتنتشر في نحو 214 دولة وحصدت الالاف من الارواح.
وعلى هذا الأساس، فإن بكين لم تضلل مطلقا منظمة الصحة العالمية ولم تتأخر في إبلاغ منظمة الصحة العالمية بتفشي المرض وتعاونت على مستوى الخبراء مع عدد من الدول والبلدان من أجل تطبيق تدابير الوقاية من الأوبئة ومكافحتها وبذلت جهوداً كبيرة كانت محل تقدير المنظمة، والخبراء الصينيون يبذلون الجهود لتطوير لقاح للفيروس الذي من المرجح أن يبصر النور أيلول المقبل في ظل الاختبارات القاسية التي يجرونها، الامر الذي يؤكد، بحسب المصادر، أن اتهامات استراليا اسوة بالولايات المتحدة هي سياسية بامتياز، ويبدو أنها قررت التناغم مع حليفتها لغاية في نفس مصالح الدولتين.
وبانتظار اعلان الصين النصر الكامل على العدو" كورونا"، فانها بحسب المصادر عينها، لا تزال تعتمد الصرامة في الوقاية لقطع الطريق على عودة هذا الفيروس الذي نجحت في كبح جماح انتقاله محليا بشكل واضح، هذا فضلا عن انها لجأت، الى تنفيذ حظر على كل الاعمال غير القانونية في صيد الحيوانات البرية وتجارتها واستهلاكها، و ليس لديها أسواق رطبة للحياة البرية؛ فالاسواق الموجودة في الصين هي موجودة تقريبا في العديد من دول جنوب شرق آسيا والدول النامية وتتمثل بأسواق المزارعين والدواجن الحية والأطعمة البحرية واللحوم الطازجة والأسماك والخضروات والمأكولات البحرية، وهي في الوقت الراهن على وجه التحديد تجري عمليات تفتيش صارمة لضمان تنفيذ جميع تدابير الوقاية من الأمراض المرتبطة بالحيوانات والسيطرة عليها.
إن الافتراء على الآخرين، وفق مصادر وزارة الخارجية الصينية، لا يستطيع القضاء على الفيروس، فهو سيقوض التعاون الدولي ويهدم الثقة العالمية بخصوص مكافحة كورونا المستجد من دون ان يؤثر على مصالح الصين التي تؤكد علاقاتها الجيدة مع عدد كبير من الدول الأوروبية والعربية والتي لن تتأثر بكل الشائعات، وهذا ينطبق على علاقة بكين بالقاهرة التي لن تتاثر بالافتراءات والترويج بين الحين والآخر الى معلومات مضللة وتسريبات تطالب الصين بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بمصر من جراء انتشار الوباء.
وليس بعيدا يؤكد السفير الصيني في لبنان وينغ كيجيان تقديم بلاده المساعدات للبلدان العربية التي انتشر في مناطقها فيروس كورونا كسوريا ولبنان. فالسفارة الصينية، كما يقول كيجيان ل لبنان24، تتواصل دائما مع السلطات اللبنانية وخاصة وزارة الصحة العامة حيث يتبادل الجانبان المعلومات والخبرات ويتشاوران حول اجراءات الوقاية. وفي الآونة الأخيرة، قدم الجانب الصيني المساعدات الطبية إلى لبنان وتم عقد اجتماعين عبر الفيديو بين خبراء الصينيين واللبنانيين لتبادل الخبرات في مكافحة الوباء. ونحن على استعداد لمواصلة التعاون مع الجانب اللبناني للتغلب على الوباء. ويلاحظ كيجيان ان حكومة اللبنانية تولي اهتماما كبيرا للوقاية والسيطرة على وباء كوفيد-19 واعتمدت سلسلة من التدابير وفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية في زيادة الفحوصات والعلاج كما تعدل خطة التعبئة العامّة باستمرار تماشيا مع وضع الوباء. وفقا للتقارير الرسمية، يشهد الوضع للوباء في لبنان تطورا مستقرا مقارنة مع العديد من الدول، وهو دليل على أن النتائج للتدابير كانت جيدة.